أفاد الدكتور أحمد الفرا، مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي، خلال حواره مع قناة الجزيرة، أن تقرير الأمم المتحدة المعلن مؤخراً بشأن المجاعة في غزة تأخر ثلاثة أشهر عن موعده الملائم، محذرا من أن الأطفال في القطاع سيظلون يدفعون ثمن سوء التغذية مدى الحياة.
وأوضح أن حالات سوء التغذية بالمنشأة ارتفعت بشكل درامي، حيث باتت تسجل نحو 120 حالة يومياً، في حين كانت لا تتعدى الـ10 إلى 20 حالة شهريا قبل أسابيع فقط. ووصف الأوضاع الحالية بأنها “كارثية بكل المقاييس”.
وأشار الدكتور الفرا إلى أن الأطفال في غزة فقدوا مخزون الطاقة الحيوي، كالشحوم والعضلات، مما يجعل أجسادهم عاجزة عن التوليد الطبيعي للطاقة. وسلط الضوء على أن جميع الأطفال دخلوا المرحلة المزمنة من سوء التغذية، والتي تبدأ بعد أربعة أسابيع من انخفاض الغذاء وتترك أثرا دائما على الصحة العصبية والجسدية، بما في ذلك التأخر في النمو والبلوغ والإصابة بمشكلات في الغدة الدرقية والعقم المحتمل.
وأضاف أن توفر العلاج المناسب يتطلب توسعة طاقم المستشفيات إلى 10 أضعاف قدراتها الحالية، نظرا لضخامة الكارثة صحية، نظراً لتزامن سوء التغذية مع أمراض أخرى يعالجها المستشفى.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن تسجيل 8 حالات وفاة جديدة ناجمة عن الجوع خلال 24 ساعة الماضية، من بينها طفلان، ما يرفع عدد ضحايا التجويع إلى مستوى مقلق.
وأكد تصنيف IPC، المنظومة الدولية المعنية بالأمن الغذائي، رسمياً حالة المجاعة في غزة اعتبارا من 22 أغسطس، معتبرا هذا الحدث نادرا وخطيرا، مع تحذيرات من تفاقم الوضع الغذائي قبل حلول سبتمبر. وصف الأمين العام للأمم المتحدة هذه الأزمة بأنها “كارثة صنعها الإنسان”.
وأوضح أطباء في مستشفيات غزة، عبر تقارير الميدانية، أن عدد حالات سوء التغذية الحادّة بين الأطفال بات يشكل واحدة من أهم مضاعفات الحرب، لافتين إلى أن جسم الأطفال لا يكاد يحتوي سوى على العظام والجلد دون أنسجة دهنية أو عضلية تقيهم.
كذلك، حذر خبراء منظمات صحية من أن أعداد ضحايا نقص التغذية قد تتضاعف إذا لم تحصل غزة على هدنة وإنسيابية فعالة في إيصال المساعدات.
المصدر: مسقط 24 + متابعات