الضغوط الإسرائيلية والانقسامات الأمريكية: عقبات أمام مفاوضات إيران النووية

ايران وامريكا2

تواجه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تحديات متزايدة، ليس فقط بسبب تعقيدات الملف النووي الإيراني، بل أيضا نتيجة للعراقيل التي تضعها إسرائيل والتيارات المتطرفة داخل الولايات المتحدة. تسعى هذه الجهات إلى إفشال أي تقارب محتمل بين واشنطن وطهران، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويهدد بإشعال توترات إقليمية ودولية.

العراقيل الإسرائيلية الممنهجة

منذ بدء المفاوضات النووية، تبنت إسرائيل موقفا معارضا لأي اتفاق محتمل مع إيران، معتبرة أن مثل هذا الاتفاق لن يوقف طموحات طهران النووية وأنه يجب قصفها. وقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن هذا الموقف في عدة مناسبات، مؤكدا أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما تعتبره تهديدا وجوديا.

في هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تسريبات تشير إلى أن إسرائيل تحث أمريكا وتبدي استعدادها لشن عملية عسكرية واسعة ضد إيران غي خيار بديل عن المفاوضات التي تكهّنت بفشلها قبل انتهائها.

الضغوط والانقسامات الأمريكية 

تواجه إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ضغوطا متزايدة من قبل التيارات المتطرفة داخل الولايات المتحدة، خاصة من الحزب الجمهوري، لاتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه إيران. وقد عبر عدد من أعضاء الكونغرس عن معارضتهم لأي اتفاق مع إيران، مطالبين بفرض عقوبات جديدة وتشديد الرقابة عليها، وتلقي هذه الانقسامات الأمريكية بظلالها على المفاوضات بشأن كيفية التعامل مع الملف الإيراني، فبينما يسعى فريق التفاوض إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي يواجه معارضة من داخل حزبه، مما يصعب من مهمة التوصل إلى اتفاق.

التسريبات الإسرائيلية وجهود نتنياهو لإفشال المفاوضات

تستخدم إسرائيل التسريبات الإعلامية كأداة للضغط على الولايات المتحدة ولتقويض المفاوضات مع إيران. فقد كشفت تقارير عن قيام إسرائيل بتسريب معلومات استخباراتية تهدف إلى تصوير إيران كطرف سيء النية، مما يؤثر سلبا على سير المفاوضات ويزيد من تعقيدها.

ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إفشال المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، معتبرا أن أي اتفاق لن يحقق الأمن لإسرائيل. وقد أشار تقارير إسرائيلية إلى أن نتنياهو معارض لأي اتفاق مؤقت بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدا أن إسرائيل ستتخذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها دون انتظار نتائج المفاوضات.

تكمن معضلة نتنياهو في عدم قدرته على التعامل مع ترامب الجمهوري بالطريقة التي اعتادها مع الرئيسين الديمقراطيين أوباما وبايدن؛ إذ كان حين يواجه رئيسا ديمقراطيا يستفيد من دعم الجمهوريين في الكونغرس، ما يمنحه ورقة ضغط فعّالة. أما في حال توصل ترامب إلى اتفاق مع إيران، فإن الدعم سيكون على الأرجح من الحزبين، ما يضعف قدرة نتنياهو على التأثير أو الاعتراض.

بناء على ذلك، يتركز سعيه حاليا على تقويض مسار المفاوضات قبل أن تثمر، دون انتظار نتائجها. ويعزز هذا التوجه وجود تيار نافذ داخل الإدارة الأمريكية وداخل الحزب الجمهوري تحديدا، يدفع باتجاه تشديد الموقف من طهران، وتبني الرؤية الإسرائيلية بشكل شبه مطلق، بل وحتى المطالبة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

ختاماً: تواجه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تحديات كبيرة، ليس فقط بسبب تعقيدات الملف النووي، بل أيضا نتيجة للعراقيل الإسرائيلية المستمرة والانقسامات داخل الإدارة الأمريكية. تسعى إسرائيل لإفشال هذه المفاوضات من خلال تسريبات إعلامية وتحركات عسكرية، بينما تعاني الولايات المتحدة من تباين في المواقف بين مسؤوليها، مما يضعف من قدرتها على التفاوض بفعالية. في ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل المفاوضات النووية غير مؤكد، لذلك من الضروي أن تتعامل الأطراف المعنية بحذر ومرونة و أن تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لتجاوز هذه العقبات وتحقيق تقدم في المفاوضات للتوصل إلى حل سلمي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وتجنب الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة.

المصدر: مسقط 24 + مصادر عبرية

→ السابق

ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 51,355 والإفراج عن 12 معتقلا

التالي ←

ميسي يسعى لضم مودريتش إلى إنتر ميامي: تعزيزات جديدة قبل كأس العالم للأندية 2025​

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة