المفاوضات الايرانية الامريكية تقلب الموازين لصالح ايران

ما هي تفاصيل المفاوضات الايرانية الامريكية في مسقط؟ وما هي الامور القابلة للتفاوض؟ ومن هو المنتصر في الجولة الأولى؟

أعرب الإيرانيون عن رغبتهم في الذهاب إلى طاولة المفاوضات لأسباب عدة: أولاً، أن المحادثات سوف تؤدي إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد، وثانياً، أن طهران سوف تكسب الوقت الكافي لإعادة ترتيب استراتيجياتها في المنطقة. في حين عارضت إيران الابتزاز السياسي الأمريكي.

ان المفاوضات الايرانية الامريكية، رغم أنها جرت خلف أبواب مغلقة، إلا أنها جرت في ظل نشاط عسكري مكثف في المنطقة، ما يدل على تعقيد عملية التفاوض.

لم تعد إيران تتفاوض من نقطة البداية، كما في اتفاق 2015. حيث تحتل البلاد حاليا مكانة أعلى في المجال النووي وترفض أي نوع من أنواع التوقف لبرنامجها النووي.

في المقابل، أعلن ترامب أيضًا أنه يرفض فقط حصول إيران على الأسلحة النووية، ولا يرفض البرنامج نفسه. ويمكن اعتبار هذا التغيير في الموقف أحد ابرز التراجعات التي شهدتها أميركا في تاريخها.

يأتي هذا التغيير في الموقف على الرغم من تأكيد المسؤولين الأميركيين مراراً وتكراراً على ضرورة تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل والتوقف عن دعم المقاومة في المنطقة. من الواضح أن واشنطن اضطرت إلى التنازل عن بعض مطالبها المفرطة في المفاوضات مع إيران.

موقف الأطراف الدولية من المفاوضات الايرانية الامريكية

اخبار مفاوضات ايران وامريكا

إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتابع المفاوضات عن كثب، ويريد أن يكون له تأثير على العملية. وهو يسعى إلى زيادة الضغوط على طهران، ومن ناحية أخرى يحاول استغلال الالتهاب الإقليمي القائم لتعزيز مكانته الداخلية وفرض مطالبه الأمنية على الآخرين. ونجاح الشوط الأول من المفاوضات الايرانية الامريكية تقلب الطاولة على جميع مخططاته للمنطقة.

الصين أيضًا أحد الأطراف الحاضرة في هذه المفاوضات. حيث يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليا إلى حل جميع القضايا العالقة مع ايران حتى يتمكن من توفير وقته للمعركة الكبرى مع الصين.

إن الحرب التجارية التي شنها ترامب مؤخرا ضد كل البلدان من أوروبا إلى آسيا هي مقدمة لمنافسة هيمنية شاملة يمكن أن تمنح أميركا اليد العليا.

بينما رحبت دول المنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بالمفاوضات، وقالت انها خطوة مهمة لاستقرار المنطقة.

فشل مشروع ترامب للسيطرة على العالم

الرسالة التي يبعثها الوضع الحالي واضحة تماما: ترامب غير راض عن الصفقات المتوازنة ويسعى إلى الهيمنة الكاملة على الإنتاج العالمي، وخاصة في الدول الحليفة له. فهو لا يريد التفاهم مع الآخرين، بل يريد إخضاع الآخرين لنفسه باستخدام التفوق الاقتصادي المبني على الهيمنة العسكرية.

وإذا فشل هذا المشروع، فسوف يضطر ترامب إلى استخدام أدوات أكثر صرامة، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والحروب العسكرية، وهو ما يتعارض مع مصالح القوى العالمية، وإذا تم الوصول إلى هذه المرحلة فإن التوترات الدولية تبدو مؤكدة.

ومع ذلك، فإن العوامل التي تسبب عدم الاستقرار الداخلي لترامب واضحة تماما في هذه العملية. الاحتجاجات المناهضة للحكومة، والهزائم المتكررة، والضغوط الاقتصادية، والسيناريوهات المرتبطة بالإرهاب، كلها قضايا تتجلى في هذه الساحة. كل هذا جعل اليد العليا لطهران في المفاوضات الايرانية الامريكية.

المصدر: مسقط 24 + الجزيرة

→ السابق

المفاوضات بين إيران وأمريكا.. ماذا بين السطور؟

التالي ←

سلطنة عُمان تواصل حضورها الدولي في منتدى الشباب 2025 بنيويورك

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة