أصدرت أكثر من 30 منظمة دولية ومحلية ملتزمة بالعمل الإنساني في اليمن اليوم بيانا مشتركاً تحذر فيه من أن البلاد تواجه ثالث أكبر أزمة غذاء حول العالم، حيث يواجه نصف السكان خطر الجوع، ويعاني نحو نصف الأطفال دون الخامسة من سوء تغذية مزمن. وتشير المنظمات إلى أن أسرة من كل ثلاث أسر تعاني من مستويات متوسطة إلى حادة من انعدام الأمن الغذائي.
وفي البيان، الذي شاركت فيه منظمات مثل “أنقذوا الأطفال” و”كير” و”أوكسفام” و”المجلس الدانماركي للاجئين”، وضعت محافظة الحديدة وتعز في مقدمة المناطق التي تعيش أوضاعاً حرجة من سوء التغذية، مع توقعات بارتفاع نسب الحالات الحادة بين 15 إلى 30 ٪ بحلول عام 2026، مما قد يقوض الجهود التي بذلت على مدى السنوات الماضية في مواجهة هذا التحدي.
وحذرت المنظمات من تفاقم الأزمة بوتيرة سريعة، حيث من المتوقع أن يعاني أكثر من 18 مليون شخص من مستويات أزمة في الجوع مطلع العام المقبل، بينهم حوالي 41 ألف شخص مهددون بالمجاعة. ولفتت إلى أن الكثير من الأسر اليمنية اضطرت للجوء إلى خيارات قاسية للبقاء، كأن يتخلى الأب عن وجبته لصالح أطفاله، أو بيع الأراضي والمواشي والممتلكات القليلة لتأمين القوت.
وربط البيان تردي الوضع الغذائي بمجموعة من الأسباب المتداخلة: استمرار النزاع، الانهيار الاقتصادي، شح الموارد المائية، التغير المناخي، إلى جانب القيود المفروضة على العمل الإنساني في شمال البلاد، والتي تشمل تقييد حركة النساء العاملات في المجال الإنساني ومنع سفرهن من دون مرافقة من الذكور، ما يحد من قدرة بعض الفئات على الوصول إلى المساعدات.
وجاء في البيان الختامي دعوة ملحة إلى المجتمع الدولي للعمل الفوري لمعالجة الأزمة، من خلال التركيز على التعامل مع جذور انعدام الأمن الغذائي عبر إنهاء النزاع، دعم مسارات السلام، تعزيز الانتعاش الاقتصادي، وتفعيل برامج الزراعة وسبل المعيشة المستدامة القادرة على مواجهة آثار التغيرات المناخية.
وتجدر الإشارة إلى أن اليمن غارق في حرب مدمرة منذ نحو عقد بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، وهو ما أدى إلى واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم، وسط نقص حاد في التمويل العالمي لبرامج الإغاثة.
المصدر: مسقط 24 + متابعات