شهد ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس، جنوب إيران، ظهر يوم السبت 26 أبريل 2025، انفجارا ضخما أدى إلى وفاة 46 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين وستة مفقودين، وفقا لآخر البيانات والإحصاءات.
تفاصيل الحادث
وقع الانفجار في ساحة حاويات “سينا” داخل الميناء، حيث اندلع حريق كبير أعقبه انفجار هائل. أدى الانفجار إلى تدمير تضرر عدد من المباني الإدارية وكذلك تضرر عدد كبير من المركبات، بالإضافة إلى تحطم نوافذ المباني في المناطق المجاورة. وأفادت التقارير بأن الانفجار كان قويا لدرجة أنه سُمع في جزيرة قشم، على بعد 26 كيلومترا جنوب بندر عباس، وشُعر به على بعد 50 كيلومترا من موقع الحادث.
الاستجابة الطارئة
تم إرسال فرق الطوارئ، بما في ذلك الهلال الأحمر الإيراني، بسرعة إلى موقع الحادث، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفيات في بندر عباس ومدن أخرى مثل شيراز. واستخدمت فرق الإطفاء طائرات هليكوبتر لإخماد الحريق من الجو. وتم تعليق العمليات في الميناء مؤقتا لتسهيل جهود الإنقاذ وأعلنت السلطات المحلية إغلاق المدارس والمكاتب في المنطقة يوم 27 أبريل ونصحت وزارة الصحة السكان بالبقاء في منازلهم، إلا أنه بعد السيطرة على الحادثة عادت الحياة الطبيعية إلى المنطقة.
التحقيقات الجارية
أطلقت السلطات تحقيقا لتحديد سبب الانفجار، حيث تشير التقييمات الأولية إلى أن الحادث قد يكون نجم عن سوء تخزين أو تعامل مع مواد كيميائية قابلة للاشتعال. أكدت شركة النفط الوطنية الإيرانية أن الانفجار لم يؤثر على بنيتها التحتية، بما في ذلك المصافي وخزانات الوقود وخطوط الأنابيب.
الجهود الحكومية
زار الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، موقع الحادث والمصابين في المستشفيات وأعرب عن تعازيه لأسر الضحايا. كما أعلن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، يوم 28 أبريل يوم حداد وطني، ودعا إلى تحقيق شامل لتحديد أي تقصير أو إهمال.
وتلقت إيران تعازي ومساعدات من عدة دول، بما في ذلك روسيا التي أرسلت طائرات إطفاء ومعدات للمساعدة في السيطرة على الحريق.
المحاولات الإسرائيلية لاستغلال الحادثة
وفي أعقاب الانفجار، نشطت بعض وسائل الإعلام الصهيونية محاولةً استغلال الحادث وتوظيفه في إطار أجندات سياسية تركز على تضخيم الحدث وإبراز أن خسائر كبيرة جدا لحقت بالاقتصاد الإيراني. ويعتبر ذلك جزءا من محاولات إسرائيلية متعددة ومتكررة لتقديم الحادث كدليل على ضعف إيران في مواجهة التهديدات الخارجية المحتملة ليبرز أنه متوفق من الناحية الأمنية والدفاعية عن إيران ونق ذلك في المسار السياسي الإقليمي.
كما حاولت بعض الوسائل الإعلامية الصهيونية الربط بين هذا الحادث وبين المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، وإبراز أن الحادثة تؤثر سلبا على موقفها التفاوضي مع الولايات المتحدة في الملف النووي وغيره من القضايا الإقليمية.
ختاماً، يُعد ميناء الشهيد رجائي أكبر ميناء تجاري في إيران، حيث يتعامل مع حوالي 80 مليون طن من البضائع سنويا، إلا أن الانفجار لم يؤثر على البنية التحتية النفطية وعمليات تصدير النفط والمنتجات المرتبطة به مستمرة، فيما تواصل السلطات الإيرانية تحقيقاتها لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث وضمان عدم تكراره في المستقبل.
المصدر: مسقط 24