يبدأ حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظهُ الله ورعاه – بعد غدٍ الاثنين زيارة “دولة” رسمية إلى روسيا الاتحادية تستمر يومين، تلبيةً لدعوة كريمة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، في إطار العلاقات المتنامية بين البلدين.
وتُعد هذه الزيارة أول زيارة من نوعها لجلالة السلطان إلى روسيا، وتحمل في طياتها دلالات استراتيجية عميقة كونها زيارة “دولة”، وهي أرفع أنواع الزيارات الدبلوماسية التي تُجرى بين رؤساء الدول.
تسعى الزيارة إلى تعزيز الشراكة العُمانية-الروسية في مختلف المجالات، لاسيّما في قطاعات التجارة والاستثمار والطاقة والطاقة المتجددة والسياحة والتعليم، وتأتي في وقت تحتفل فيه الدولتان بمرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية، التي بدأت في 26 سبتمبر 1985.
ومن المنتظر أن تشهد العاصمة الروسية موسكو انعقاد قمة رفيعة المستوى بين جلالة السّلطان المعظم وفخامة الرئيس بوتين، لمناقشة سبل تعميق التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين الجانبين، إضافة إلى تبادل الرؤى حيال أبرز القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
ويرافق جلالة السلطان خلال الزيارة وفد رسمي رفيع المستوى يضم عددا من كبار المسؤولين والوزراء، في خطوة تعكس الأهمية القصوى التي توليها سلطنة عُمان لتعزيز علاقاتها الثنائية مع روسيا، والانفتاح على الأسواق العالمية لتحقيق مصالح استراتيجية مستدامة.
وتأتي الزيارة في ظل نمو ملحوظ في العلاقات الاقتصادية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية عام 2024 نحو 133.1 مليون ريال عُماني (ما يعادل أكثر من 346 مليون دولار أمريكي)، تشمل صادرات سلطنة عُمان من المنتجات المعدنية والأسمدة، بينما تتركز الواردات الروسية في المنتجات الحديدية والمواد الغذائية.
كما تُسجّل 277 شركة روسية مساهمتها في السوق العُمانية حتى نهاية 2024، باستثمارات تفوق 11.6 مليون ريال عُماني، موزعة على قطاعات متعددة منها التجارة، والاتصالات، والتشييد، والخدمات السياحية والمالية.
ونقلت وكالة الأنباء العُمانية عن سعادة السفير حمود بن سالم آل تويه، سفير سلطنة عُمان لدى روسيا، قوله أن هذه الزيارة ستشهد توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل مجالات الإعفاء المتبادل من التأشيرات للجوازات العادية، وإنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي، إضافة إلى اتفاقيات في مجالات التجارة، المناخ، الأسماك، الإعلام، والدبلوماسية، بما يسهم في فتح صفحة جديدة من الشراكة الواعدة بين البلدين.
كما أوضح السفير أن الاتفاق على إعفاء التأشيرات سيُشكل نقطة تحول كبيرة في تعزيز العلاقات السياحية، خاصة وأن سلطنة عُمان تملك مقومات سياحية غنية تجذب السيّاح الروس، في ظل التنوع البيئي والثقافي الفريد الذي تزخر به البلاد.
وتأتي هذه الزيارة في سياق توجه سلطنة عُمان الاستراتيجي لتعزيز علاقاتها الدولية بقيادة جلالة السّلطان المعظم، والانفتاح على الشراكات التي تعزز من فرص النمو الاقتصادي وتدعم التنمية المستدامة وفق رؤية عُمان المستقبلية.
المصدر: مسقط 24 + وكالة الأنباء العمانية