وفاة الدكتور قاسم القثردي تكشف واقع حقوق الإنسان في السعودية

القثردي

في تطور صادم يعكس تدهور أوضاع حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، توفي الداعية والأكاديمي الدكتور قاسم القثردي داخل سجن المباحث بمدينة أبها، بعد نحو أربع سنوات من الاعتقال التعسفي والمعاملة القاسية. تأتي هذه الوفاة لتسلط الضوء على السياسات القمعية التي تنتهجها السلطات السعودية ضد العلماء والمثقفين، خاصة في ظل حكم ولي العهد محمد بن سلمان رغم إصلاحاته في مجالات أخرى.

في يوليو 2021، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة طالت عددا من الأكاديميين والدعاة في مدينة أبها، من بينهم الدكتور قاسم القثردي، أستاذ القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك خالد ورئيس جمعية ترتيل لتحفيظ القرآن الكريم. وبحسب تقارير حقوقية، فإن سبب الاعتقال كان حضورهم ديوانية دينية قبل سنوات، وهو ما اعتبرته السلطات نشاطا معاديا لها.​

ظروف الاعتقال والوفاة

منذ اعتقاله، تعرض الدكتور القثردي لمعاملة قاسية داخل سجن المباحث بأبها، حيث أفادت مصادر حقوقية بتعرض المعتقلين هناك للتعذيب الوحشي، والإهمال الطبي المتعمد، والتضييق النفسي والعقلي. وأكدت تقارير أن هذه الممارسات تهدف إلى إرهاق المعتقلين نفسيًا وجسديًا، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل خطير.

وفي أبريل 2025، أعلنت مصادر حقوقية عن وفاة الدكتور قاسم القثردي داخل سجن المباحث بأبها، نتيجة للتعذيب والإهمال الطبي الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله. وأثارت هذه الوفاة موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الحقوقية والإعلامية، حيث اعتبرتها دليلاً على الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات السعودية ضد المعتقلين السياسيين والدينيين.

سجن العلماء والمثقفين في عهد محمد بن سلمان

منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017، شهدت المملكة حملة انفتاح وتحرر رافقه قمع غير مسبوق ضد فئة من العلماء والمثقفين والدعاة، حيث تم اعتقال المئات منهم بتهم واهية، وصدرت بحقهم أحكام قاسية بالسجن لمدد طويلة. وتشير تقارير حقوقية إلى أن هذه الحملة تهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة، وترهيب المجتمع المدني، وتكريس الحكم الاستبدادي.

ختاماً، إن وفاة الدكتور قاسم القثردي داخل سجون السعودية تمثل جرس إنذار للمجتمع الدولي حول تدهور أوضاع حقوق الإنسان في المملكة. ويجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الخليجية، أن يتحمل مسؤولياته في الضغط على السلطات السعودية لاحترام حقوق الإنسان، وضمان العدالة والمساءلة، ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات في المستقبل.

المصدر: مسقط 24

→ السابق

​سلطنة عُمان تفتتح أول مكتب عمل خارجي في الدوحة لتعزيز فرص التوظيف للكفاءات العمانية​

التالي ←

المنتخب المدرسي العُماني يتوج بطلاً للبطولة الخليجية للرياضة المدرسية

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة