أعلنت وزارة التربية والتعليم في سلطنة عُمان، اليوم الأربعاء 21 مايو 2025، عن تدشين مشروع رقمنة المناهج التعليمية للصفوف من الأول إلى الثاني عشر، بالتعاون مع شركة بي. بي. عُمان. يهدف المشروع إلى تحويل المحتوى التعليمي التقليدي إلى صيغة رقمية تفاعلية، بما يتماشى مع متطلبات التعليم الحديث ويعزز من جودة المخرجات التعليمية.
أقيم حفل التدشين تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم، وعدد من المسؤولين والمختصين في القطاع التعليمي، وذلك في فندق كمبينسكي بالموج مسقط.
أهداف المشروع ومراحله
يهدف المشروع إلى تطوير محتوى المناهج الدراسية وتحويلها إلى محتوى رقمي تفاعلي، يعزز من مهارات التعليم الذاتي والتعاوني، ويربط الطلبة بمهارات المستقبل. كما يسهم في تحسين التحصيل الدراسي وتوفير محتويات تعليمية رقمية سهلة الاستخدام تدعم تنويع أساليب التدريس والتقويم.
يتضمن تنفيذ المشروع ست مراحل أساسية:
- المرحلة التحضيرية: تحديد المواصفات التعليمية والفنية للمحتوى الرقمي.
- مرحلة التحليل: مراجعة نوعية المحتوى الرقمي واقتراح التعديلات اللازمة.
- إعداد السيناريوهات التعليمية: تصميم سيناريوهات تعليمية تفاعلية.
- الإخراج الرقمي: مراجعة تفاصيل المحتوى من حيث الالتزام بالمواصفات وجودة التصميم.
- التطبيق التجريبي: تطبيق الكتب الرقمية في عدد من المدارس لرصد الملاحظات.
- الإتاحة العامة: إتاحة الكتب الرقمية عبر نافذة مخصصة في بوابة التعليم الإلكتروني، ومن خلال منظومة “نور” لاحقا.
تعزيز التحول الرقمي في التعليم
أكد سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، أن التحولات الرقمية تمثل فرصًا متقدمة لتطوير التعليم. وأشار إلى أن مشروع رقمنة المناهج يمكّن المعلم من أدوات تعليمية حديثة ويدعم الطالب بتجربة تعليمية أكثر تفاعلية ومرونة، تتناسب مع احتياجاته وقدراته الفردية.
كما تم خلال حفل التدشين تقديم عرض تفاعلي في أحد الصفوف النموذجية، استُعرضت فيه نماذج لشرح دروس باستخدام الشاشات التفاعلية، إلى جانب عرض مرئي حول المشروع ومراحله المختلفة، قبل أن يتفضل معالي راعي الحفل بتدشين الكتب الرقمية وتكريم الشركة الداعمة.
منصة “محرك” ودورها في التعليم الرقمي
في سياق متصل، تم تسليط الضوء على منصة “محرك” التعليمية، التي تمثل مبادرة ريادية تسخّر تقنيات الواقع المعزز للتعلم الرقمي، وتقدم حلولا تعليمية مبتكرة تعتمد على نماذج ثلاثية الأبعاد تفاعلية. وقد أثبتت المنصة فعاليتها في تحسين أداء الطلاب الأكاديمي، حيث أظهرت التجارب تحسنا بنسبة 54% في التحصيل الدراسي للطلاب الذين استخدموا المحتوى الرقمي التفاعلي.
تسعى المنصة إلى توسيع نطاق استخدامها في المدارس العُمانية، وتخطط للتوسع في الأسواق العربية والعالمية من خلال تصدير المحتوى التعليمي الرقمي بدلاً من استيراده.
يأتي مشروع رقمنة المناهج الدراسية في إطار استراتيجية وزارة التربية والتعليم لتعزيز التحول الرقمي في قطاع التعليم، وتوفير بيئة تعليمية مرنة وشاملة، تواكب التطورات التكنولوجية وتلبي احتياجات المستقبل.
المصدر: مسقط 24 + متابعات