تشارك سلطنة عمان، من خلال جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، في الاحتفال بـ اليوم العالمي لمكافحة الفساد، الذي يُصادف التاسع من ديسمبر من كل عام. هذا اليوم هو التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في عام 2003م، حيث تُعزز سلطنة عُمان جهود التعاون مع المجتمع الدولي والهيئات المناظرة والمنظمات الدولية المعنية بالنزاهة ومكافحة الفساد.
يحتفل اليوم الدولي لمكافحة الفساد هذا العام بشعار “الاتحاد مع الشباب ضد الفساد: تشكيل نزاهة الغد”. تركز الحملة على أهمية دور الشباب كمدافعين ومناصرين للنزاهة، حيث يلعبون دورًا كبيرًا في تعزيز الوعي حول الفساد وآثاره على مجتمعاتهم. كما تشجع الحملة الشباب على المشاركة الفعالة في الأنشطة والنقاشات، وإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة الفساد.
قال شبيب بن ناصر البوسعيدي، مدير عام المديرية العامة للأعمال القانونية ورئيس لجنة تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، إن الرسالة الدولية لهذا العام تحت شعار “الاتحاد مع الشباب ضد الفساد”، تعبر عن أهمية دور الشباب كقادة للنزاهة في المجتمعات. وأكد على ضرورة التعبير عن تطلعاتهم والاستماع إليهم، وأخذ آرائهم بعين الاعتبار. وأضاف أن بناء نظام يتمتع بالنزاهة والشفافية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الجهد المستمر والتعاون مع الشباب لإرساء قيم تشكل جزءًا من هويتنا العمانية.
وأشار البوسعيدي إلى أنه منذ انضمام سلطنة عُمان إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في عام 2013، قام جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، بالتعاون مع الجهات المعنية، ببذل جهود حثيثة لتطوير نظام متكامل يعزز النزاهة في المجتمع. وقد تم ذلك من خلال تحديث التشريعات ذات الصلة وإعداد الخطة الوطنية لتعزيز النزاهة، التي ساهمت في إعدادها العديد من الجهات المعنية. كما أن العمل مستمر لمتابعة تنفيذ هذه الخطة وقياس الأثر الناتج عنها بالتعاون مع المعنيين في وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040.
يمتلك جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة خطة سنوية للتوعية الإعلامية تهدف إلى تعزيز الوعي العام حول أهمية النزاهة وحماية المال العام. تشمل هذه الخطة جميع الجهات الخاضعة للرقابة، وكذلك المحافظات المختلفة. يتم تقديم برامج توعوية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، بهدف غرس قيم النزاهة في جميع فئات المجتمع. كما يتم تنظيم برامج تدريبية مشتركة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، وإلقاء العديد من المحاضرات التوعوية لطلبة المدارس والجامعات. تشمل هذه المحاضرات أيضًا محتوى أكاديمي ضمن مقرر “عمان الدولة والإنسان” بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس.
وفيما يخص الجهود الإقليمية التي تبذلها سلطنة عُمان لتعزيز النزاهة والمساءلة، أكد البوسعيدي على التزام السلطنة بالمشاركة الفعّالة في المحافل الإقليمية. وقد تجلى ذلك من خلال اعتماد الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد بموجب المرسوم السلطاني رقم 28/2014، والمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات المتعلقة بهذه الاتفاقية. كما تسعى سلطنة عُمان للتعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى مشاركتها في اجتماعات اللجنة الوزارية ولجنة الوكلاء ولجنة الخبراء المعنية بمكافحة الفساد في دول مجلس التعاون الخليجي. ويدل انضمام سلطنة عُمان إلى شبكة تبادل المعلومات جلوبي في عام 2023، وكذلك انضمامها في عام 2024 إلى الشبكة العربية لمكافحة الفساد، على جهودها المستمرة في هذا المجال.
وأنهى شبيب بن ناصر البوسعيدي، مدير عام المديرية العامة للأعمال القانونية والمختص الأول في الرقابة، تصريحه بالتأكيد على أن سلطنة عُمان تسير بخطى متقدمة نحو تعزيز النزاهة كركيزة أساسية للتنمية الشاملة، وذلك من خلال رؤيتها المستدامة وجهودها المتكاملة، مع الالتزام بتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040.