أثناء تناول جنود جيش العدو الاسرائيلي للعشاء تلقوا ضربة موجعة أمس الأحد، حيث اعتقد الجنود أن تلك الوجبة كانت كغيرها من الوجبات، لكن المفاجأة كانت في مسيرة أطلقها حزب الله اللبناني قد اخترقت منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية وسقطت وسط طاولات طعام لواء غولاني الاسرائيلي، مما حولها إلى العشاء الاخير لأربعة جنود إسرائيليين لقوا حتفهم، بالإضافة إلى إصابة 67 آخرين.
وبدأ انتشار الصور والفيديوهات من مكان الحدث، هذه الحادثة التي أشار إليه الناشطون بأنها أكبر هجوم دموي تعرض له الاحتلال منذ معركة طوفان الأقصى، التي انطلقت من قبل الفصائل الفلسطينية، وخاصة كتائب عز الدين القسام، في السابع من أكتوبر عام 2023.
مع تداول الصور من مطعم جنود لواء غولاني، اطلق الناشطون هاشتاغ العشاء الاخير، مشيرين إلى أن 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024 كان أكثر الأيام التي تعرض فيها جنود الجيش الإسرائيلي للإصابات منذ السابع من أكتوبر 2023. حيث تم تسجيل إصابة أكثر من 100 جندي إسرائيلي خلال المعارك البرية والمواجهات مع المقاومة اللبنانية، بالإضافة إلى إصابات أخرى في كمائن المقاومة في قطاع غزة.
وأشاروا إلى أن إصابة الجنود تؤدي غالبًا إلى استبعادهم من الخدمة، وتسجيلهم ضمن قوائم “الرواتب الثابتة” للجيش.
وتعد هذه العملية مركبة ومعقدة، حيث نفذها حزب الله في العمق الإسرائيلي، وأرسل من خلالها عدة رسائل، أبرزها أن قدرات المقاومة التنظيمية والعسكرية أقوى بكثير مما يعتقده الاحتلال الصهيوني.
أما الرسالة الثانية، فهي أن نظام الدفاع الجوي ومنظومة القبة الحديدية أظهرا ضعفهما وعدم كفاءتهما أمام الطائرات المسيرة الانتحارية التابعة لحزب الله، مما يسبب بأزمة في إسرائيل.
بالنسبة للجانب الاستخباراتي لهذه العملية، من الضروري أن لا نتجاهل هذا الجانب، فهو ذو أهمية كبيرة. فموقع معسكر غولاني لم يكن من ضمن أهداف هدهد حزب الله في حيفا كما ذكر سابقاً عن حيفا. بل إن المقاومة هي التي حددت هذا الهدف وتابعته حتى موعد اجتماع الجنود، مما يدل على أنها تعرف تمامًا متى وأين تضرب.
وتمكن حزب الله من اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي والقبة الحديدية، مما أسفر عن توجيه ضربة قاسية للاحتلال، وهو ما اعتُبر فشلاً حقيقياً لمنظومات الدفاع الجوي الصهيونية.
ويعتبر لواء غولاني من الألوية الأقوى في جيش العدو الاسرائيلي، وهو اللواء الوحيد الذي استمر في تنفيذ العمليات العسكرية منذ تأسيسه. ويحظى هذا اللواء بأهمية كبيرة لدى قادة الاحتلال، حيث أصبح بمثابة رأس حربة.
مصدر: الجزيرة