يُوافق اليوم مرور ألف يوم على الحرب الروسية الاوكرانية، الذي يُعد أكبر نزاع دموي شهدته أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ومع استمرار الاشتباكات، تزداد الخسائر البشرية والمادية بشكلٍ ملحوظ، في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجهها أوكرانيا منذ بداية النزاع في عام 2022.
وأفاد الجيش الروسي اليوم الثلاثاء بأن أوكرانيا قامت بإطلاق صواريخ أميركية بعيدة المدى على منشأة عسكرية في منطقة بريانسك القريبة من الحدود، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية. ويُعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه منذ أن أصدرت واشنطن الإذن بمثل هذه الضربات.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقلته الوكالات الإعلامية الرسمية أنه في تمام الساعة 03:25 (00:25 بتوقيت غرينتش) قام العدو باستهداف موقع في منطقة بريانسك باستخدام 6 صواريخ باليستية. وفقاً لبيانات موثوقة، فقد تم استخدام صواريخ أتاكمز التكتيكية ذات المنشأ الأميركي.
حيث طالبت أوكرانيا واشنطن منذ عدة أشهر بإعطائها الإذن لاستخدام صواريخ أتاكمز ذات المدى البعيد لاستهداف مواقع داخل الأراضي الروسية.
وذكرت موسكو أن استخدام الأسلحة الغربية في مهاجمة الأراضي الروسية المعترف بها دولياً سيعد الولايات المتحدة طرفاً مباشراً في النزاع، وأكدت على أنها ستقوم بـ “رد مناسب وملموس”.
رد نووي
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء مرسوماً يتيح توسيع نطاق استخدام السلاح النووي في بلاده. وأوضح أن موسكو قد تدرس إمكانية استخدام أسلحة نووية في حال تعرضت لهجوم صاروخي تقليدي من دولة تمتلك قدرات نووية.
ووفقًا للعقيدة النووية المحدثة، التي تحدد التهديدات التي قد تدفع القيادة الروسية للتفكير في تنفيذ ضربة نووية، يمكن اعتبار أي هجوم بالصواريخ التقليدية أو الطائرات المسيرة أو الطائرات الأخرى التي تستوفي هذه المعايير.
وتنص العقيدة المجدثة على أنه إذا تعرضت روسيا لاعتداء من دولة تابعة للتحالف، فإن موسكو ستعتبر هذا العدوان بمثابة اعتداء من التحالف ككل.
وأوضح المرسوم أن “من بين الشروط التي تتيح استخدام الأسلحة النووية هو إطلاق صواريخ باليستية باتجاه روسيا”.
وأشار المرسوم الذي وقعه بوتين أيضاً إلى حالة أخرى تتطلب استخدام الأسلحة النووية، وهي “توفير الأراضي والموارد لشن هجوم على روسيا”.
وتأتي موافقة بوتين على تحديث العقيدة النووية للبلد بالتزامن مع مرور ألف يوم على اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، وذلك بعد أن منحت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف أهداف عسكرية داخل روسيا.
العقيدة النووية الروسية
وأصدر بوتين، قبل عدة أسابيع من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تمت هذا الشهر، أوامر بتعديل العقيدة النووية لتشمل إمكانية اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا بمساعدة دولة تمتلك قدرات نووية كأنه يمثل هجوماً مشتركاً على روسيا.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في تصريحاته اليوم الثلاثاء على أنه “كان من المهم تعديل أسسنا لتتناسب مع الظروف الراهنة”، مشيرًا إلى ما تعتبره موسكو “تهديدات” تأتي من الغرب تجاه أمن روسيا.
ومع تكثيف موسكو لعملياتها العسكرية في أوكرانيا، أقرّ الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع بتمكين كييف من إطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى باتجاه عمق الأراضي الروسية، وفقًا لتأكيدات مسؤولين أمريكيين. ومع ذلك، تظل الشروط الدقيقة لهذا الإذن غير معروفة، ولم تقم واشنطن بالإعلان عنه بشكل رسمي.
كما أنه منذ انطلاق الحرب الروسية الاوكرانية في شهر فبراير من عام 2022، أشار بوتين في عدة مناسبات إلى إمكانية استعمال الأسلحة النووية.