تمكنت السلطنة من إجراء أول عملية فصل توأم في عمان من نوع (أمفالوإيشيوباگوس – Omphaloischiopagus)، وهو واحد من اندر انواع التوائم الملتحمة التي تتقاسم في منطقة الحوض مع التصاق في الامعاء والجهاز البولي والاوعية الدموية.
واستغرقت العملية حوالي 19 ساعة، حيث يخضع التوأم العماني بعد عملية الفصل لعناية طبية مكثفة، حيث يشهدان تحسناً مستمراً في حالتهما الصحية.
تنسيق طبي عال
وتمت العملية تحت إشراف مباشر من معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة، كما شارك في الفريق الطبي مجموعة من الأطباء المتخصصين في مجالات متنوعة، بالإضافة إلى نخبة من الجراحين والفرق الطبية من المستشفى السلطاني ومستشفى خولة ومستشفى المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية ومستشفى نزوى.
وقد عمل الفريق الطبي بتنسيق متكامل وفق خطة طبية متطورة لضمان تحقيق نتائج مثالية.
نجاح عماني طبي
استدعت هذه العملية تعاون طبي شامل، حيث شاركت فرق طبية عمانية متخصصة في مجالات جراحية وطبية متعددة، مما يعكس مدى التقدم الذي حققته الخدمات الصحية في سلطنة عمان.
وقد مرت العملية بمراحل دقيقة، ابتدأت بتقييم شامل وتحضير جراحي على عدة مراحل، تلاها إجراء عملية فصل توأم وإعادة بناء الأنسجة، وانتهت بمرحلة ما بعد الجراحة التي تضمنت رعاية طبية مكثفة لضمان تعافي التوأم واستقرارهما الصحي.
ويعتبر هذا النجاح في المجال الطبي إنجاز بارز في القطاع الصحي في سلطنة عمان، ويظهر قدرة الكفاءات العمانية على إجراء العمليات الجراحية الأكثر تعقيدًا وفقًا لأعلى المعايير الطبية العالمية، مما يساهم تعزيز من مكانة سلطنة عمان في مجال الجراحات المعقدة والمتطورة.
عملية فصل توأم في عمان
أوضح الدكتور محمد جعفر الساجواني، استشاري أول جراحة أطفال في المستشفى السلطاني ورئيس الفريق الطبي المعني بـ عملية فصل التوأم في عمان، أن حالات التوائم الملتصقة يعد من الحالات النادرة للغاية.
وأضاف: “للأسف، فإن العديد من الأطفال لا يتمكنون من البقاء على قيد الحياة، سواء قبل الولادة أو خلالها أو بعد عملية الولادة، بسبب التشوهات الخلقية التي يعانون منها، وبالرغم من وجود العديد من حالات الالتصاق، إلا أن الالتصاق في منطقة الحوض يعتبر من الحالات النادرة جدًا، خصوصًا لدى الفتيات، مما يزيد من تعقيد الوضع نظرًا لوجود العديد من الأجهزة في هذه المنطقة المعقدة”.
وأكد أنهم كانوا يراقبون الحالة أثناء فترة الحمل، وقد تم التواصل مع أطباء مختصين في مجال الحمل، حيث قرروا إجراء العملية وعلاج الأطفال في سلطنة عمان.
وأضاف: لقد تمت الولادة بسلاسة، ونم نقل التوأم إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، مشيرا إلى وجود بعض التحديات التي تمكّنوا من التغلب عليها خلال 11 شهر من التحضيرات والاجتماعات المكثفة والفحوصات اللازمة لتحديد موقع الالتصاق والأجهزة المشتركة بين التوأم.
وأكد أن ما السبب الرئيس في نجاح العملية هو التخصصات والمهارات العمانية المتوفرة في سلطنة عمان، مضيفا: “لقد أجرينا العملية في السابع من فبراير الفائت، وبفضل الله وتوفيقه، تم فصل التوأم بنجاح”.
من جانبه، أفاد الدكتور مهند محمد بطل، طبيب استشاري في جراحة الأطفال، بأن النجاح الطبي الذي حققه القطاع الصحي في عمان يُعد علامة فارقة، مما يدل على قدرة الكفاءات العمانية على إجراء أكثر العمليات الجراحية تعقيدًا وفقًا لأعلى المعايير العالمية، مما يعزز من مكانة سلطنة عمان في مجال الجراحة المعقدة.
وقالت الدكتورة نوال بنت عبد الله الشرجية، طبيبة استشارية في جراحة مسالك بولية للأطفال: إن في حالة التوأم الملتصق من منطقة الحوض، تظهر التصاقات في المسالك البولية والحوالب، وهي من أبرز التحديات التي واجهها الفريق الطبي العماني أثناء العملية الجراحية.
وأكدت أن وجود فريق متخصص من أطباء الأشعة كان له دور كبير في اكتشاف هذه الحالة، مما سمح لنا بالتعامل مع الحالة، حيث كانت لدينا خطة مدروسة منذ 11 شهر.
وأوضحت الدكتورة رملة مال الله القصاب، الطبيبة الاستشارية الأولى في مجال التخدير والعناية المركزة ومديرة فريق التخدير لعملية فصل التوأم، أن التخدير يعد من المراحل الأساسية التي تساهم في نجاح أي عملية جراحية.
وقالت: “بدأ فريق التخدير بالتحضير منذ لحظة اتخاذ قرار إجراء اول عملية فصل توأم في عمان في المستشفى السلطاني، وتم تشكيل فريق تخدير بعناية شديدة يتكون من أطباء وفنيين وممرضين متخصصين في التخدير، كما تم مراجعة جميع بروتوكولات التخدير المتعلقة بهذه النوعية من العمليات، خاصة وأن هذه هي أول عملية تُجرى من هذا النوع”.
وتشير الإحصائيات إلى أن معدل حدوث التوأم الملتصق على مستوى العالم يُقدر بحالة واحدة من كل 200,000 إلى 1,000,000 ولادة، حيث يعتبر نوع “أمفالوإيشيوباگوس” من أندر الحالات التي تم تسجيلها، مما يجعل عملية فصل توأم في عمان إنجاز فريد من نوعه.