قصفت القوات العدو الاسرائيلي ثلاثة من مشافي غزة ومحيطها، وذلك بعد يومين من إحراق مستشفى كمال عدوان. كما أصدر الاحتلال أوامر بإخلاء منطقة بيت حانون، في حين أسفرت غاراتها عن سقوط عشرات الشهداء في القطاع.
وقامت المدفعية الإسرائيلية اليوم بقصف مستشفيي المعمداني والوفاء في مدينة غزة.
وأفاد مستشفى العودة بأن منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة تعرضت لقصف مدفعي عنيف.
وتزايدت هجمات القوات الاسرائيلية على المستشفيات في ظل تصاعد عمليات تهجير السكان من جباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع نحو مدينة غزة.
قصف مشافي غزة
وأكد مراسل الجزيرة استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي في وسط مدينة غزة. كما أسفر القصف عن أضرار في خيام النازحين التي تقع بجوار المستشفى.
وتعرض مشفى الوفاء للقصف بعد ساعات قليلة من استهداف مدفعية الاحتلال للطابق الأخير من المستشفى الأهلي المعمداني في المدينة، مما تسبب في أضرار كبيرة في الطابق المستهدف، وسط أجواء من الذعر بين الجرحى والمرضى.
ويعتبر المستشفى الأهلي العربي المعمداني هو المستشفى الوحيد الذي يقدم خدماته في مدينة غزة، ويعمل بإمكانيات محدودة.
وشوهد في الصور الأضرار التي تعرض لها الطابق العلوي من المستشفى جراء القصف، بالإضافة إلى تصاعد الدخان من المبنى.
وصرح مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في غزة، أن استهداف المستشفى المعمداني يأتي في إطار خطة إسرائيلية تهدف إلى تدمير القطاع الصحي.
وأوضح الهمص أن الاحتلال يسعى إلى الضغط على سكان مدينة غزة من خلال استهداف المستشفيات، بهدف تهجيرهم، مشددًا على أن ذلك لن يتحقق.
وأقدم جيش العدو الصهيوني يوم الجمعة على إحراق مشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واعتقل حوالي 350 شخصًا من الطاقم الطبي والمرضى والجرحى ومرافقيهم، ومن بين المعتقلين كان مدير المستشفى حسام أبو صفية.
وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي صرح بأنه لن يسمح باستئناف عمل مستشفى كمال عدوان، كما أشار إلى أنه يمتلك قدرة أفضل لمراقبة الأنشطة في المستشفى الإندونيسي ببيت لاهيا.
مجازر متواصلة
وفي سياق التطورات المتعلقة بالعدوان الصهيوني، أفادت مصادر طبية بأن 30 فلسطيني قد استشهدوا نتيجة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ صباح اليوم، من بينهم 15 شخصاً في شمال القطاع.
واستشهد فلسطينيان وأصيب عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف مركبة غرب مخيم النصيرات.
كما استشهد 7 أشخاص وأصيب آخرون نتيجة قصف طائرات الاحتلال لمنزل في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت منازل المواطنين في منطقة جباليا النزلة الواقعة شمال قطاع غزة.
وفي الجزء الجنوبي من القطاع، استشهد شخص جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة قيزان أبو رشوان الواقعة جنوب مدينة خان يونس.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت 3 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة، أسفرت عن وصول 30 شهيداً و99 مصاباً إلى المستشفيات.
ووأشارت الوزارة إلى أن العدد الإجمالي لضحايا العدوان على قطاع غزة بلغ 45,514 شهيداً و108,189 مصاباً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
أوامر إخلاء
في سياق آخر، أصدر جيش العدو الإسرائيلي اليوم الأحد قرارًا بإخلاء ما تبقى من المناطق المأهولة بالسكان في بيت حانون شمال قطاع غزة، استعدادًا لعملية عسكرية، وذلك بحجة قيام المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ من تلك المنطقة.
وقام المتحدث باسم جيش العدو، أفيخاي أدرعي، بنشر تفاصيل المناطق التي يتعين إخلاؤها في بيت حانون عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، والتي تشمل منطقة النصر ومدينة العودة وحي المرابطين.
ويتزامن هذا التطور مع ما أفادت به صحيفة هآرتس من أن العملية التي نفذها جيش الكيان الاسرائيلي في مخيم جباليا أسفرت عن قطع الاتصال بين مدينة غزة والمنطقة الشمالية من القطاع.
ومنذ الخامس من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال حملة عسكرية شاملة في شمال القطاع، مما أدى إلى استشهاد حوالي 4000 فلسطيني، بينما سقط 40 قتيلاً من جنود الاحتلال، وفقاً للبيانات الرسمية.
وفي هذا السياق، أفاد سكان محاصرون في بيت حانون لمراسل قناة الجزيرة بأنهم يواجهون أوضاعا مأساوية بسبب استمرار القصف الإسرائيلي. وقد طالبوا الجهات المعنية بسرعة إرسال سيارات الإسعاف لإنقاذ جثامين شهدائهم الملقاة على الأرض في الشوارع، والتي تتعرض للنهش من قبل الكلاب الضالة.
وأفاد المحاصرون أنهم غير قادرين على مغادرة منازلهم للحصول على المستلزمات الأساسية بسبب شدة القصف الإسرائيلي على مشافي غزة وجميع مناطق القطاع وعشوائيته. كما أشاروا إلى أنهم يواجهون خطر الموت جوعاً مع اقتراب نفاد كميات الطعام المتاحة لديهم.
