اختتم الرئيس الإيراني بزشكيان، مساء اليوم الأربعاء، زيارته الرسمية إلى سلطنة عُمان، والتي استمرت ليومي 27 و28 مايو 2025، بدعوة كريمة من جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم. وجاءت الزيارة في إطار العلاقات الثنائية الوثيقة والروابط التاريخية التي تجمع البلدين.
شهدت الزيارة جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين، ركزت على توسيع آفاق التعاون المشترك، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وأعرب الزعيمان عن ارتياحهما للتطور الملحوظ في مستوى التنسيق السياسي بين البلدين، مشيدين بالدور المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص في دفع عجلة التبادل التجاري والاستثمارات الثنائية.
وتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، من بينها اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات، والتعاون القانوني والقضائي، واتفاقية الأفضليات التجارية، فضلاً عن اتفاقية إطار للتعاون الاقتصادي، مما يُشكل ركيزة جديدة لتعزيز الشراكة بين مسقط وطهران.
كما ثمّن الجانبان إصدار طابع بريدي مشترك بين بريد عُمان والبريد الوطني الإيراني، يعكس عمق العلاقات الثقافية والدبلوماسية بين الشعبين.
مواقف سياسية مشتركة بشأن غزة والملف النووي
في الشأن الإقليمي، أكد السلطان هيثم والرئيس بزشكيان ضرورة وقف إطلاق النار الفوري والدائم في قطاع غزة، ورفض أي محاولات لتهجير السكان الفلسطينيين. وشددا على أهمية تدخل المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية، ووقف الإبادة التي يتعرض لها المدنيون في الأراضي الفلسطينية.
وفيما يخص المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، عبّر الرئيس الإيراني عن تقديره للجهود التي تبذلها سلطنة عُمان في تيسير الحوار غير المباشر، بينما أعرب جلالة السلطان عن أمله في التوصل إلى اتفاق يُسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.
زيارة معمارية وروحانية إلى جامع السلطان قابوس الأكبر
ضمن برنامجه الرسمي، زار الرئيس الإيراني جامع السلطان قابوس الأكبر في مسقط، حيث اطّلع على الطراز المعماري الفريد والمرافق الثقافية والدينية بالجامع، معربا عن إعجابه بالتصميمات التي تُجسّد روح العمارة الإسلامية.
مأدبة غداء رسمية وختام الزيارة
أقام جلالة السلطان مأدبة غداء رسمية على شرف الرئيس الإيراني والوفد المرافق في قصر العلم العامر، بحضور كبار المسؤولين من الجانبين. وفي ختام الزيارة، ودّع السلطان المعظم ضيفه الإيراني متمنياً له عودة موفقة، في حين وجه بزشكيان دعوة رسمية إلى جلالة السلطان لزيارة طهران، وقد لقيت الدعوة ترحيبا كريما.
ورافق الرئيس الإيراني وفد رفيع المستوى ضم وزراء ومسؤولين في مجالات الخارجية والدفاع والصناعة والتجارة، إضافة إلى مسؤولين بالبنك المركزي ومكتب الرئاسة، مما يعكس أهمية الزيارة في تعزيز العلاقات على مختلف الصعد.
المصدر: مسقط 24 + متابعات
