علي راشد النعيمي: التطبيع يحمي المسجد الأقصى!

علي راشد النعيمي

في ظل تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، أثارت تصريحات علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، جدلاً واسعاً.

ففي لقاء مع بودكاست “71“، اعتبر النعيمي أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي قد “عاد بالنفع” على المسجد الأقصى المبارك، متجاهلاً الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين، وتواطؤ سلطات الاحتلال، والدور الإماراتي المثير للجدل في شرعنة هذه الجرائم. كما ادعى أن التطبيع هو الوسيلة الفعالة لحماية الأقصى، متجاهلاً المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وخاصة في غزة.

علي راشد النعيمي وتبرير التطبيع

في تصريحاته، أكد النعيمي أن “إسرائيل وُجدت لتبقى”، داعياً إلى الاعتراف بها كجزء من تاريخ ومستقبل المنطقة. وأضاف أن اتفاقيات التطبيع ليست مجرد اتفاقات بين حكومات، بل هي منصة لتغيير المنطقة نحو الأمن والاستقرار والازدهار . كما أشار إلى أن الإمارات تسعى لتغيير النظام التعليمي والسرد الديني بما يتوافق مع هذا التوجه.

ولكن رغم الادعاءات بأن التطبيع يعود بالنفع على المسجد الأقصى، فإن الواقع يعكس صورة مغايرة. فقد شهد المسجد الأقصى اقتحامات متكررة من قبل المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، في انتهاك صارخ لحرمة المكان المقدس. وتأتي هذه الاقتحامات في ظل صمت دولي وعربي، وتواطؤ من بعض الدول التي أقامت علاقات تطبيع مع الاحتلال، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه العلاقات في حماية المقدسات الإسلامية.

المسؤول الإماراتي النعيمي يبرر التطبيع

مهاجمة حماس

لم يكتفِ النعيمي بتبرير التطبيع، بل شن هجوماً على المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة حماس، متهماً إياها بأنها السبب في معاناة سكان غزة، وليس الاحتلال الإسرائيلي. وادعى أن “الشعب الفلسطيني في غزة يعاني بسبب حركة حماس وفصائل المقاومة وليس بسبب إسرائيل” .

كما وصف عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حماس في 7 أكتوبر بأنها “هجوم إرهابي بربري”، متجاهلاً الجرائم الإسرائيلية المستمرة في القدس والضفة الغربية.

استضافة قادة المستوطنات في منزله

في خطوة أثارت استياء واسعاً، استقبلت الإمارات وفداً من قادة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث حضروا إفطاراً رمضانياً في منزل علي راشد النعيمي بأبوظبي.

واعتبرت الصحافة الإسرائيلية هذه الزيارة “سابقة تاريخية”، مشيرة إلى أنها تعكس تحالفات جديدة في المنطقة .

وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصعيداً إسرائيلياً ملحوظاً، مما يثير تساؤلات حول موقف الإمارات من الاستيطان والاحتلال.

ردود الفعل على تصريحات علي راشد النعيمي

أثارت تصريحات النعيمي ردود فعل غاضبة من قبل العديد من النشطاء والسياسيين، الذين اعتبروا أن هذه التصريحات تمثل تبريراً للجرائم الإسرائيلية وتجاهلاً لمعاناة الشعب الفلسطيني.

وأشار البعض إلى أن الإمارات، التي كانت تُعرف بدعمها للقضية الفلسطينية، أصبحت اليوم من أبرز الدول العربية المتهمة بالوقوف إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي من خلال اتفاقيات التطبيع والشراكات الاقتصادية والأمنية والسياسية.

يأتي التطبيع الإماراتي الإسرائيلي في إطار “اتفاقيات إبراهيم” التي تم توقيعها في سبتمبر 2020، والتي تهدف إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

ورغم الادعاءات بأن هذه الاتفاقيات ستسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، إلا أن الواقع يشير إلى تصاعد التوترات واستمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذه الاتفاقيات.

ختاماً، تعكس تصريحات علي راشد النعيمي حول التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتبريره للجرائم بحق الفلسطينيين تحولاً في الموقف الإماراتي من القضية الفلسطينية. فبدلاً من دعم حقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عن المقدسات الإسلامية، أصبحت الإمارات من أبرز الدول التي تبرر الاحتلال وتسعى لتطبيع العلاقات معه.

ويثير هذا التحول تساؤلات حول مستقبل القضية الفلسطينية في ظل هذه التغيرات، وأهمية الحفاظ على الدعم العربي والإسلامي لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

المصدر: مسقط 24

→ السابق

الاتحاد الأوروبي يطلق صندوق دفاعي جديد بقيمة 150 مليار يورو

التالي ←

الرئيس الإيراني بزشكيان يغادر السلطنة بعد مباحثات استراتيجية وتوقيع اتفاقيات

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة