غزة في فكر نايف بن نهار: مقاومة الروح في مواجهة المتصهينين

نايف بن نهار

شهدت الساحة الفلسطينية ظهور أصوات فكرية نادرة تُعلي من شأن المقاومة وتدافع عن حق الشعوب. من بين هذه الأصوات، يبرز المفكر القطري الدكتور نايف بن نهار، الذي قدم رؤية متكاملة حول العدوان الإسرائيلي على غزة، مُسلطا الضوء في سلسلة من المواقف والتصريحات على أهمية المقاومة وفضحا لأطروحات “المتصهينين الجدد” الذين يسعون لتشويه صورة النضال الفلسطيني.

يُعتبر الدكتور نايف بن نهار من أبرز المدافعين عن حق الفلسطينيين في المقاومة، حيث أكد في أكثر من مناسبة أن غزة لا تُلام لأنها تقاتل بما تملكه من الروح، لا بما تفتقده من الجيوش. وفي تغريدة له على منصة “إكس“، قال: “القرآن يأمرنا بالمواجهة عند الاعتداء (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم). أما بعد الانتصار فيأمرنا بالإحسان لا بالتشفّي والانتقام (ويطعمون الطعام على حبّه مسكينا ويتيما وأسيرا). من أعظم ما يفعله مجاهدو غزة الآن أنهم يجعلون العالم كله يرى منهج القرآن رأي العين”.

هذا التصريح يُبرز التزام المقاومة بالقيم الإسلامية والإنسانية، حتى في أحلك الظروف، ويُفند الادعاءات التي تُحاول تشويه صورتها.

نايف بن نهار يفضح المتصهينين الجدد

لم يكتفِ بن نهار بالدفاع عن المقاومة، بل وجه سهام نقده إلى من وصفهم بـ”المتصهينين الجدد”، وهم أولئك الذين يُبررون العدوان الإسرائيلي ويُحملون المقاومة مسؤولية ما يحدث. في مقال له بعنوان “هل انتصرت غزة؟ وهل كان الطوفان مجديا؟”، قال: “الذين ينتقدون الطوفان اليوم يحكمون عليه بمعيار الكلفة، فبما أن الكلفة عالية فهي بنظرهم عملية خاطئة. لكن معيار الكُلفة ليس صحيحا دائما… ثم لو كنا سنحكم بمعيار الكُلفة فهذا يعني أن إسرائيل لو احتلت أي بلد عربي فالواجب ألا يقاومها أحد، لأن مقاومتها سيكون لها كُلفة كبيرة على أرواح الناس، وهكذا نجد أن معيار الكلفة يقودنا إلى خيار وحيد أمام إسرائيل، وهو خيار الاستسلام”.

بهذا، يُفند بن نهار الأطروحات التي تُساوي بين الضحية والجلاد، ويُبرز خطورة الخطاب الذي يُبرر الاحتلال ويُدين المقاومة.

الحملة الشرسة ضد بن نهار

لم تمر تصريحات بن نهار مرور الكرام، بل تعرض لحملة شرسة من قبل بعض الإعلاميين والمثقفين الذين اتهموه بتأجيج الصراع وتبرير العنف. إلا أن هذه الحملة لم تُثنه عن موقفه، بل زادته إصرارا على الدفاع عن الحق، مؤكدا أن الصمت في وجه الظلم يُعد تواطؤا.

وفي هذا السياق، يُمكن الإشارة إلى ما ذكره الكاتب عبد الله النملي حول “المتصهينين العرب”، حيث قال: “مع اشتداد ملحمة الكرامة في غزة… تبرز كل يوم المزيد من الأصوات المتصهينة الحاقدة التي لا همّ لها سوى نهش لحم المقاومة وتحميلها كل المصائب والكوارث في غزة، يساوون بين القاتل والمقتول، وبين الجلاد والضحية”.

هذا يُبرز حجم التحديات التي تواجهها الأصوات الحرة في العالم العربي، والتي تُحاول الدفاع عن الحق في وجه حملات التشويه والتضليل.

القطري نايف بن نهار يفضح المتصهينين الجدد

أهمية المقاومة في ظل التحديات الإقليمية والدولية

أشار بن نهار إلى أن عملية 7 أكتوبر لم تكن مجرد ردّ فعل، بل كانت خطوة استراتيجية تهدف إلى كسر إرادة القتال لدى الجيش الإسرائيلي، مستغلة التوقيت المثالي في ظل انشغال الغرب بالحرب الأوكرانية وتزايد الضغوط الاقتصادية على إسرائيل. في مقال له بعنوان “عملية أكتوبر.. تحرير أسرى أم كسر إرادة البقاء؟”، قال: “إن الاقتصاد الإسرائيلي يكاد يتحول الآن إلى اقتصاد غير منتج… واستدعت إسرائيل حوالي 350 ألف (18% من القوى العاملة) للخدمة العسكرية… الشاهد أن التكلفة الاقتصادية لهذه الحرب هائلة جدا، والغرب لا يستطيع أن يضخ فيها بالتزامن مع الضخ الذي يقدمه لأوكرانيا”.

هذا التحليل يُبرز البعد الاستراتيجي للمقاومة، ويُفنّد الادعاءات التي تُصورها كحركات عشوائية أو غير محسوبة.

دعوة للأمة العربية والإسلامية

لم يقتصر خطاب بن نهار على التحليل السياسي، بل وجه دعوة صادقة للأمة العربية والإسلامية لنصرة القدس وغزة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة بأسرها، وأن الصمت أو التخاذل يُعد خيانة للمبادئ والقيم.

وفي هذا السياق، يُمكن الإشارة إلى ما ذكره الكاتب أنور الرشيد: “في هذه المعركة لم يكن الصهاينة وحدهم كالعادة مع حليفتهم التقليدية أمريكا، وإنما لأول مرة يظهر على السطح العربي متصهينون عرب تحالفوا مع الصهيونية الدولية لإسقاط الكرامة العربية… لذلك لا عزاء لهم وقد خاب ظنهم ومُنيوا بهزيمة نكراء سيتذكرها التاريخ جيداً”.

هذا يُبرز أهمية وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة التحديات، وضرورة دعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة.

ختاماً، في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات المُطبعة والمُتخاذلة، يبرز صوت الدكتور نايف بن نهار كمنارة للحق والكرامة، يُدافع عن المقاومة ويفضح المتصهينين الجدد، مؤكدا أن غزة لا تلام لأنها تقاتل بما تملكه من الروح، لا بما تفتقده من الجيوش. إن مواقفه تُعد دعوة صادقة للأمة العربية والإسلامية للوقوف صفا واحدا في وجه الظلم والاحتلال، ودعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة.

إن الدفاع عن الحق لا يعد جريمة، بل هو واجب شرعي وأخلاقي، وعلى كل من يؤمن بالعدالة والحرية أن يُساند القضية الفلسطينية، ويُدافع عن أصوات الحق في وجه حملات التشويه والتضليل.

المصدر: مسقط 24

→ السابق

اليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني ضحايا العدوان على غزة

التالي ←

عندما يكشف الأكاديمي الإسرائيلي هاليفي فظائع غزة ويغض العرب الطرف

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة