سفيركم أهان شرفنا: فضيحة أخلاقية للتطبيع الإماراتي مع إسرائيل

سفير إسرائيل في الإمارات2

“سفيركم أهان شرفنا”، ليست مجرد عبارة عادية أو سقطة دبلوماسية وإنما فضحية أخلاقية تكشف الكثير عن التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي، ففي تطور دبلوماسي غير مسبوق، كشفت “تايمز أوف إسرائيل” و “يديعوت أحرونوت” والقناة 12 العبرية عن واقعة أخلاقية مقززة للأوساط السياسية الإماراتية تمثلت في سلوك سفير إسرائيل في أبوظبي، يوسي شيلي، داخل أحد الملاهي الليلية في دبي.

السفير الإسرائيلي تحرش بنساء إماراتيات وسط التباهي بمنصبه بكل وقاحة، مما أدى إلى احتجاج خجول من الإمارات بوصفه تصرفا “غير أخلاقي ومهين”. هذه الحادثة التي صُنفت تحت شعار “سفيركم أهان شرفنا”، لا تمثل مجرد إخلال بسلوك سفير بل تعكس أزمة تطبيع تنبع من قبول الإمارات بإهانة كرامتها، مع غياب أي إعلان رسمي أو استئصال للتبعية الإعلامية للإسرائيليين.

سفيركم أهان شرفنا: تفاصيل الفضيحة الأخلاقية

وفق التقارير العبرية، حضر شيلي داخل نادي ليلي بصحبة مجموعة من الإسرائيليين، وبدأ بالتحرش بالنساء الإماراتيات، متباهياً برتبته الدبلوماسية، مما أزعج الحضور، وأبلغ المستضيفين الأمر إلى الجهات الأمنية الإماراتية. ووفق القناة 12، فإن المسؤولين الإماراتيين وصفوا تصرفه بأنه تجاوز كبير ومسيء لكرامة الدولة، وأكدوا أنهم وجهوا رسالة حازمة لإسرائيل مفادها: “سفيركم أهان شرفنا” ولن يقبل بمواصلة تمثيله الرسمي.

القلب النابض لهذه الأزمة هو تطبيع اجتث الأرض من تحت مفردات الاحترام والكرامة، حيث أُعلن بعدها أن سفارة إسرائيل ستواجه عزلة داخلية وأن الاجتماع الرسمي معه سيكون محدودا أو ممنوعا.

ما يفاقم الأزمة أن الإمارات رغم غضبها، لم تُعلن رسميا إقالته أو استدعاءه، بل اكتفت بـ”إبعاد صامت”. هذا الصمت الرسمي مرده أن التفاهمات الاقتصادية والأمنية تغلبت على ثوابت الكرامة الوطنية، ما يجعل الحادثة مثالا صارخا على تطبيع يُقدم المصالح الدبلوماسية فوق قيمة الاحترام.

والنتيجة أن سفيركم أهان شرفنا أصبح حالة رمزية عن سقوط جديد في مرآة العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، وبالتأكيد لكل بلد عربي يسعى للمصالحة والتطبيع مع الاحتلال دون الحفاظ على كرامته.

السفير الإسرائيلي في الإمارات يتحرش بالنساء ويتباهى بمنصبه

ريادة التطبيع رغم التبعية

لم تكن هذه أول مرة تُبلغ فيها الإمارات عن سلوك غير لائق من مسؤول إسرائيلي. فسبق أن خفضت أبوظبي مستوى التواصل بعد محاولات نتنياهو استغلال علاقاتهم لحملته الجديدة في الانتخابات، كما تجاهلت زيارات المستوطنين لقيام علاقات علنية مع مسؤولين إماراتيين.

من جديد، تؤكد أزمة السفیر أن اتفاق التطبيع لا يمنع أن تتحول العلاقة إلى تبعية سياسية مع تكرار الحوادث. في هذه الأزمات المتكررة، يتجلى شعار مرعب: سفيركم أهان شرفنا لكنه لم يُساءل فعليا.

وفي ظل هذه التصرفات، برزت الإمارات بشكل جلي عبر مسؤولين بارزين لها، داعمة للرواية الإسرائيلية في غزة وتروج لخطط التطبيع، رغم تجاوزات لم تكن تُذكر إلا ضمن بيانات الإمارات الغاضبة. ولكن كما يقال: من يقبل أن يُهان علانية في بلده هو من يسلم شرفه بحروف صغيرة. وفيما بقيت الدول العربية صامتة أو تُصدر بيانات تضامنية دون أي فعل حقيقي، تحولت اليوم “سفيركم أهان شرفنا” إلى رسالة تختتم فصول الدبلوماسية العربية المجاهرة أو المنادية للتطبيع بأنه بلا كرامة.

انعكاسات الفضيحة الأخلاقية

هذه الأزمة قد تُكلل بانسحاب شيلي أو تنحيته، لكن ما تعنيه هو أن الجمهور العربي عرف أن الكرامة يُضحى بها في بورصات السياسية. كما أن الفعل الإماراتي الرمزي بمثابة جرس إنذار أن الاحتلال يتعامل مع المطبيعين معه كأنهم خدم عنده. وأصبحت عبارة “سفيركم أهان شرفنا” شعارا لكل من يرغب بفهم أن التطبيع لايجلب الاحترام ولا الكرامية وإنما الانحناء والذل فقط لاغير.

ختاماً، الحادثة كشفت تعري علاقة قائمة على مصالح تخلو من الكرامة. “سفيركم أهان شرفنا” لم تكن مجرد سقطة لدبلوماسي، بل فضيحة تطبيع كاملة إذ نعيش على وقعها معركة الكرامة المفقودة. وإذا كنا ننتظر تغييرا حقيقيا، فعلى الشعوب العربية اليوم أن تطالب بالكرامة واستقلالية الرأي وحرية تقرير المصير ودعم حل عادل ومحق للشعب الفلسطيني.

المصدر: مسقط 24

→ السابق

إيران تؤكد استعدادها لاستئناف مفاوضات إسطنبول مع أوروبا

التالي ←

قادة إسرائيليون يدعون لوقف حرب غزة: بلا هدف و غير شرعية

اترك تعليقاََ

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة